كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


قال الحكيم‏:‏ الدنيا هي هذه الدار التي دورت أرضها تدويراً بجبل قاف وأحيط عليها بالجبل وتلك دار أخرى وهي الآخرة وهذه أولى وسميت دنيا لأنها أدنيت إليك والآخرة تعقبها فسميت عاقبة والعاقبة للمتقين وفي هذه الدار زينة وحياة فزينة هذه أصلها من تلك لكن نبتت ونشأت من أرض هي ذهبها وفضتها وجواهرها وأصل الشهوة من الفرج وأصل اللذة من الذهن وأصل القالب من التراب والحياة مسكنها في الروح والروح مسكنه في الدماغ وهو منبث في جميع الجسد وأصله معلق في عرق القلب وهو نياطه والنفس مسكنها في البطن وهي منبثة في جميع البدن وأصلها مشدود بذلك العرق والشهوات في النفس واللذة منها وعملها في الذهن ففيه الزينة والحياة التي في النفس تستعمل هذا القالب فما كان إلى العين خرج إلى العين وما كان من السمع خرج للسمع وما من النطق خرج للسان وما كان من عمل اليد أو الرجل خرج إليهما وما من عمل الفرج خرج إليه وما من عمل البطن خرج إليه فمخرج أعمال الجوارح السبع من الفرح الذي في القلب ومن الزينة والحياة التي في النفس وإذا حزن القلب ذلت النفس وانطلقت نار الشهوة وتعطلت الجوارح عن العمل وإذا فرح هاجت النفس وصارت قوية طرية وأثارت نار الشهوة واستعملت الجوارح فكل نار تستعمل الجارحة التي بحيالها فالفرح رأس أعمال الجوارح والعبد مغلوبه فإذا حيي القلب بفرح شيء من زينة تزيى بذلك النور الذي في قلبه فيصير ذلك الفرح للّه ونطق بالحمد للّه وأضمر على الطاعة والشكر ثم ينتشر سلطان ذلك الفرح من صدره في جميع جوارحه فيذهب كسله ويقوى عزمه وتطيب نفسه ويصير حامداً شاكراً وإن هاج الفرح بتلك الزينة من قلبه وكان قلبه محجوباً

‏[‏ص 550‏]‏ عند اللّه وصدره مظلماً بغيوم الهوى ودخان الشهوة ورين الذنوب لم يبصر بعين فؤاده صنع اللّه في تلك الزينة فيصير الفرح للنفس والفرح بالدنيا فيظهر الفساد من الجوارح وتخرج السيئات من الجسد كل سيئة من معدنها من قلة الرحمة والمبالاة وظهرت الفظاظة واليبس والغلظة والقسوة ومداني الأخلاق حتى صارت الجوارح إلى الغش والمكر والخديعة وسوء النيات والمقاصد حتى خرج إلى الفرعنة والتجبر وكل على قدره يتنعمون بنعم اللّه ويتلذذون بتلك اللذات فرحاً وأشراً وبطراً فبان أن الأمر كله أصله من الفرح فمن أمكنه صرفه إلى اللّه في كل عمل تنور قلبه وإلا وقع في الوبال فإن صرف ذلك للّه لم يزد لربه إلا خشوعاً وخضوعاً وحياء فحمده ودعاه ذلك إلى شكره بجميع جوارحه وإقامة فرائضه ومن لم يمكنه ذلك سباه فرحه فصار سبياً من سبايا النفس وإذا نالت النفس الفرح كان كرجل متغلب وجد كنزاً ففرقه في الغوغاء حتى صاروا أعوانه فخرج بتلك القوة على حاكم البلد فسجنه فإن تداركه الإمام الأعظم بمدد فقد نصره وإلا ذهبت الإمرة فهذا شأن القلب مع النفس ‏{‏قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا‏}‏ ففرح الدنيا هلاك الدين والقلب وفرح الفضل والرحمة يوصل إلى اللّه فإذا رأى من عبد إقباله على هذه الدنيا الدنية والشهوات الردية أعرض عنه فاستولى عليه الشيطان فجعل همه دنياه ونهمته شهوات نفسه وطلب العلو فيها حتى يضاد أقضية ربه وتدبيره وقطع بها عمره فخسر الدنيا والآخرة وإذا رأى إقباله على ربه هيأ له تدبيراً ينال به سعادة الدارين فجميع ما في الدنيا متاع وإنما صارت مذمومة ملعونة لأنها غرت النفوس بنعيمها وزهرتها ولذتها قلما ذاقت النفس طعم النعيم اشتهت ومالت عن العبودية إلى هواها وقد جعل اللّه هذه الأشياء مسخرة يأخذ منها للحاجة لا لقضاء الشهوة واللعن إنما وقع على ما غرك من الدنيا لا على نعيمها ولذتها فإن الأنبياء قد نالته فذلك الذي استثناه المصطفى صلى اللّه عليه وسلم بقوله إلا ذكر اللّه إلخ‏.‏

- ‏(‏ه عن أبي هريرة طس عن أبي مسعود‏)‏ قال الطبراني‏:‏ لم يروه عن ثوبان عن عبدة إلا أبو المطرف المغيرة بن مطرف قال الهيثمي‏:‏ ولم أر من ذكره‏.‏

4282 - ‏(‏الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر أو ذكراً للّه‏)‏ فإن هذه الأمور وإن كانت فيها ليست منها بل هي من أعمال الآخرة الموصلة إلى النعيم المقيم قال الحكيم‏:‏ فكل شيء أريد به وجه اللّه من الأمور والأعمال فهو مستثنى من اللعنة فإنه قد أوى إلى ذكر اللّه والكفار والشياطين وكل أمر أو عمل لم يرد به وجه اللّه فهو ملعون فهذه الأرض صارت سبباً لمعاصي العباد بما عليها فبعدت عن ربها بذلك لأنها ملهية للعباد عنه وكل شيء بعد البعد عن ربه فالبركة منزوعة منه‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ رمز المصنف لصحته وليس كما زعم فقد قال الهيثمي‏:‏ فيه المغيرة بن مطرف ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا‏.‏

4283 - ‏(‏الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه اللّه تعالى‏)‏ قد أعلم بهذا الحديث والأربعة قبله أن الدنيا مذمومة مبغوضة إليه تعالى إلا ما تعلق منها بدرء مفسدة أو جلب مصلحة فالمرأة الصالحة يندفع بها مفسدة الوقوع في الزنا والأمر بالمعروف جماع جلب المصالح والذكر جماع العبادة ومنشور الولاية ومفتاح السعادة والكل يبتغى به وجه اللّه تعالى وفيه وفيما قبله حجة لمن فضل الفقر على الغنى قالوا‏:‏ لأن اللّه لعنها ومقتها وأبغضها إلا ما كان له فيها ومن أحب ما لعنه اللّه وأبغضه فقد تعرض للعنه وغضبه‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي الدرداء‏)‏ رمز المصنف لصحته وهو غير جيد فقد قال الهيثمي‏:‏ فيه خراش بن المهاجر ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات لكن قال المنذري‏:‏ إسناده لا بأس به‏.‏

4284 -‏[‏ص 551‏]‏ ‏(‏الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد‏)‏ فإنه سبحانه حمى من أحبه واصطفاه عنها لئلا يتدنس بها ومنحها أعداءه ليشغلهم بها ويصرف وجوههم عنه ويطردهم عن بابه ويعمي قلوبهم ويصم أسماعهم ‏{‏أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون‏}‏ قال ابن عطاء اللّه‏:‏ إنما لم يرض الدنيا لهم وجعل الدار الآخرة محلاً لجزائهم لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم ولأنه أجل أقدارهم أن يجازيهم في دار لا بقاء لها‏.‏

- ‏(‏أبو عبد الرحمن السلمي‏)‏ الصوفي ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏الزهد عن عائشة‏)‏ ورواه عنها أيضاً الديلمي من طريقين‏.‏

4285 - ‏(‏الدنيا لا تصفو لمؤمن كيف‏)‏ تصفو له ‏(‏وهي سجنه وبلاؤه‏)‏ قال ابن عطاء اللّه‏:‏ إنما جعلها اللّه محلاً للأغيار ومعدناً لوجود البلاء والأكدار تزهيداً لك فيها فأذاقنك من ذواقها الأكدار فمن عرف ذلك ثم ركن فما هو إلا أسفه لخلق وأقلهم عقلاً، آثر الخيال على الحقيقة والمنام على اليقظة والظل الزائل على النعيم الدائم وباع حياة الأبد في أرغد عيش بحياة عن ظل زائل وحال حائل ‏.‏‏"‏إن اللبيب بمثلها لا يخدع‏"‏‏.‏ فحق على كل عاقل يعلم أن الدنيا جمة المصائب كدرة المشارب تشمر للبرية أصناف البلية فيها مع كل لقمة غصة ومع كل جرعة شرقة فهي عدوة محبوبة كما قال أبو النواس‏:‏

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق

وكما روى عن الحسن ما مثلنا مع الدنيا إلا كما قال كثير عزة

أسيىء بنا أو أحسني لا ملومة * لدنيا ولا مقلبة إن تقلت

فما أحد فيها إلا وفي كل حال غرض لأسهم ثلاثة‏:‏ سهم بلية، وسهم رزية، وسهم منية‏.‏

كما قيل‏:‏

تناضله الآفاق من كل جانب * فتخطئه يوما ويوما تصبيه

وقال حكيم‏:‏ أسباب الحزن فقد محبوب أو فوت مطلوب ولا يسلم منهما إنسان لأن الثبات والدوام معدومان في عالم الكون والفساد فمن أحب أن يعيش هو وأهله وأحبابه فهو غافل وقال الحكماء‏:‏ من قال لغيره صانك اللّه من نوب الأيام وصروف الزمان فإنه يدعو عليه بالموت فالإنسان لا ينفك من ذلك إلا بخروجه من دار الكون والفساد‏.‏ ‏(‏تتمة‏)‏ قال ابن عطاء اللّه‏:‏ لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها وواجب نعتها وإنما جعلها محلاً للأغيار ومعدناً لوجود الأكدار تزهيداً لك فيها علم أنك لا تقبل النصح المجرد فذوّقك من ذواقها ما يسهل عليك وجود فراقها‏.‏ ‏(‏لطيفة‏)‏ في تذكرة المقريزي في ترجمة العلائي أن من شعره‏:‏

ومن رام في الدنيا حياة خلية * من الهم والأكدار رام محالا

فهاتيك دعوى قد تركت دليلها * على كل أبناء الزمان محالا

وقال الجنيد‏:‏ لست أتبشع ما يرد علي من العالم في هذه الدار لأني قد أصلت أصلاً وهو أن ما في الدنيا كله شر فمن حكمه أن يتلقاني بكل ما أكره فإن تلقاني بما أحب فهو فضل والأصل هو الأول اهـ قال بعض العارفين‏:‏ فينبغي للإنسان أن يصحب الناس على النقص ويعاملهم بالكمال فإن ظهر الكمال فهو فضل وإلا فالأصل هو الأول‏.‏

- ‏(‏ابن لال عن عائشة‏)‏ ورواه عنها أيضاً الديلمي وذكر أن الحاكم خرجه‏.‏

4286 - ‏(‏الدهن يذهب بالبؤس والكسوة‏)‏ أي تحسينها ‏(‏تظهر الغنى والإحسان إلى الخادم‏)‏ في المأكل وحسن الهيئة والملبس ‏(‏مما يكبت اللّه به العدو‏)‏ أي يحزنه قال في الفردوس‏:‏ البؤس الفقر وكبت العدو أي صرعه وأذله ويقال أحزنه والمكبوت الحزين‏.‏

- ‏(‏ابن السني وأبو نعيم‏)‏ معاً ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏الطب‏)‏ النبوي ‏(‏عن طلحة‏)‏ بن عبيد اللّه ورواه الطبراني والديلمي عن عائشة‏.‏

‏[‏ص 552‏]‏ 4287 - ‏(‏الدواء من القدر وقد ينفع‏)‏ في إزالة الداء أو تخفيفه ‏(‏بإذن اللّه‏)‏ الذي لا ينفع شيء ولا يضر إلا بإذنه وهذا قاله لما سئل هل ينفع الدواء من القدر‏؟‏ فهو الذي قدر الداء والدواء‏.‏

- ‏(‏طب وأبو نعيم‏)‏ في الطب ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ رمز لحسنه وليس كما قال فقد قال الهيثمي بعد عزوه للطبراني‏:‏ فيه صالح بن بشير المري وهو ضعيف‏.‏

4288 - ‏(‏الدواء من القدر وهو ينفع‏)‏ أي ينفع اللّه به ‏(‏من شاء‏)‏ نفعه من خلقه ‏(‏بما شاء‏)‏ من الأدوية فربما يكون دواء لشخص لا يكون دواء لآخر مع اتحاد العلة فالشافي في الحقيقة هو اللّه والأدوية أسباب وهذا قاله وقد سئل هل ينفع الدواء من القدر‏.‏

- ‏(‏ابن السني‏)‏ في الطب ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ ورواه عنه الديلمي أيضاً‏.‏

4289 - ‏(‏الدواوين‏)‏ جمع ديوان بكسر الدال وقد تفتح فارسي معرب قال ابن العربي‏:‏ هو الدفتر قال في المغرب الديوان الجريدة من دوَّن الكتب إذا جمعها لأنها قطعة من القراطيس مجموعة قال الطيبي‏:‏ والمراد هنا صحائف الأعمال ‏(‏ثلاثة فديوان لا يغفر اللّه منه شيئاً وديوان لا يعبأ اللّه به شيئاً‏)‏ يقال ما عبأت به إذا لم أبال به وأصله من العبب أي الثقل كأنه قال ما أرى له وزناً ولا قدراً قال تعالى ‏{‏ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم‏}‏ ‏(‏وديوان لا يشرك اللّه منه شيئاً‏)‏ بل يعمل فيه بقضية العدل بين أهله ‏(‏فأما الديوان الذي لا يغفر اللّه منه شيئاً فالإشراك باللّه‏)‏ قال تعالى ‏{‏ومن يشرك باللّه فقد حرم اللّه عليه الجنة‏}‏ ‏(‏وأما الديوان الذي لا يعبأ اللّه به شيئاً فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم‏)‏ مفروض ‏(‏تركه أو صلاة‏)‏ مفروضة ‏(‏تركها فإن اللّه يغفر ذلك‏)‏ لمن فرط منه ‏(‏إن شاء‏)‏ أن يغفره ‏(‏ويتجاوز‏)‏ عنه فإنه حق كريم وشأن الكريم المسامحة ‏(‏وأما الديوان الذي لا يترك اللّه منه شيئاً فمظالم العباد‏)‏ بعضهم بعضاً ‏(‏بينهم، القصاص لا محالة‏)‏ أي لا بد أن يطالب بها القصاص من بعضهم لبعض قال الطيبي‏:‏ إنما قال في القرينة الأولى لا يغفر اللّه ليدل على أن الشرك لا يغفر أصلاً وفي الثالثة لا يترك ليؤذن بأن حق الغير لا يهمل قطعاً إما بأن يقتص من خصمه أو يرضيه اللّه عنه وفي الثانية لا يعبأ ليشعر بأن حقه تعالى مبني على المساهلة فيترك كرماً وجوداً ولطفاً‏.‏

- ‏(‏حم ك‏)‏ في الفتن من حديث صدقة بن أبي موسى عن أبي عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس ‏(‏عن عائشة‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح فرده الذهبي بأن صدقة ضعفوه وابن بابنوس فيه جهالة وقال الهيثمي‏:‏ في سند أحمد صدقة بن أبي موسى ضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات‏.‏

4290 - ‏(‏الديك الأبيض صديقي‏)‏ لأنه أقرب الحيوانات صوتاً إلى الذاكرين اللّه وهو يحفظ غالب أوقات الصلاة ويوقظ لها فهو لإعانته على ما يوصل إلى الرحمة والبركة كالصديق لمن هو أقرب إلى الرحمة، فتدبر، وما ذكر من أن اللفظ صديقي هو ما في خط المصنف ولعله سبق قلم من رواية أخرى فإن الذي وقفت عليه بخط الحافظ ابن حجر وغيره تبعاً لابن الأثير معزواً لتخريج ابن قانع إنما هو خليلي بدل صديقي ولم يحكوا سواه‏.‏

- ‏(‏ابن قانع‏)‏ في معجم الصحابة من طريق هارون بن نجيل عن جابر بن مالك ‏(‏عن أيوب‏)‏ بوزن أحمد وآخره موحدة ذكر ابن حجر ‏(‏بن عتبة‏)‏ صحابي ‏[‏ص 553‏]‏ قال ابن الأثير‏:‏ قال أحمد حديث منكر لا يصح إسناده وفي الإصابة ذكره الدارقطني في المؤتلف وقال‏:‏ لا يصح سنده وفي التجريد جزما هذا حديث منكر وفي اللسان عن ذيل الميزان جابر بن مالك عن أيوب بن عتبة إن الديك الأبيض إلخ وعنه هارون بن نجيل آفته أحدهما فإن رجال إسناده كلهم معروفون غيرهما قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف‏:‏ لا يصح إسناده وابن ما كولا لا يثبت إلى هنا كلامه‏.‏

4291 - ‏(‏الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو وعدو اللّه‏)‏ تمامه كما ذكره المؤلف في الموضوعات كابن الجوزي وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يبيته معه في البيت اهـ وله أسماء كثيرة وكثرتها تدل على شرف المسمى غالباً فمنها الزاووق وقال الزمخشري‏:‏ الزواقي الديكة لأنهم يسمرون فتثقل عليهم زقاوها لانقطاع السمر عنهم بإبتلاج الفجر‏.‏

- ‏(‏أبو بكر البرقي‏)‏ بفتح الموحدة التحتية وسكون الراء نسبة إلى برفة بلد بالمغرب خرج منها جمع كثير من العلماء في كل فن من حديث ابن أبي السري عن محمد بن حمير عن محمد بن مهاجر عن عبد اللّه بن عبد العزيز القرشي ‏(‏عن أبي زيد الأنصاري‏)‏ واسمه عمرو بن أحطب صحابي مشهور بكنيته ومحمد بن حمير وضاع وشيخه ليسس بشيء بل كذبه بعضهم ولهذا أورده ابن الجوزي في الموضوع وتبعه على ذلك المؤلف في مختصره فسلمه ولم يتعقبه فأعجب له كيف أورده هنا‏.‏

4292 - ‏(‏الديك‏)‏ بكسر الدال ‏(‏الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدوّ عدوي‏)‏ يوافقه خبر أبي نعيم لا تسبوا الديك فإنه صديقي وأنا صديقه وعدوّه عدوي والذي بعثني بالحق لو يعلم بنو آدم ما في صوته لاشتروا لحمه وريشه بالذهب والفضة وإنه ليطرد مدى صوته من الجن اهـ‏.‏

- ‏(‏الحارث‏)‏ بن أبي أسامة في مسنده ‏(‏عن عائشة وعن أنس‏)‏ بن مالك معاً‏.‏

4293 - ‏(‏الديك الأبيض صديقي وعدوّ عدوّ اللّه يحرس دار صاحبه وسبع دور‏)‏ أي يحرس دار صاحبه وأهل سبعة دور حول داره أن يصيبهم مكروه أو سوء وللديك خصوصية ليست لغيره من معرفة الوقت الليلي فإنه يقسط صوته فيه تقسيطاً لا يكاد يتفاوت ويتوالى صياحه قبل الفجر وبعده فلا يكاد يخطئ طال الليل أم قصر ومن ثمة أفتى بعض الشافعية باعتماد الديك المتجرب في الوقت‏.‏

- ‏(‏البغوي‏)‏ في المعجم من حديث أبي روح البلدي عن أبي شهاب عن طلحة بن يزيد عن الأخوص ‏(‏عن خالد بن معدان‏)‏ مرفوعاً أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال‏:‏ مقطوع وطلحة متروك وتعقبه المؤلف بأن ابن حجر قال‏:‏ لم يبين لي الحكم على متنه بالوضع وإنما رواته ضعفاء‏.‏

4294 - ‏(‏الديك الأبيض الأفرق حبيبي وحبيب حبيبي جبريل‏)‏ أمين الوحي ‏(‏يحرس بيته‏)‏ أي المحل الذي هو فيه من بيت أو غيره ‏(‏وستة عشر بيتاً من جيرانه‏)‏ الملاصقين له من الجهات الأربع كما بينه في قوله ‏(‏أربعة عن اليمين‏)‏ أي عن يمين البيت الذي هو فيه ‏(‏وأربعة عن الشمال وأربعة من قدام وأربعة من خلف‏)‏ زاد أبو نعيم في روايته وكان النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم يبيته معه في البيت‏.‏

- ‏(‏عق وأبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏‏)‏ ابن حبان ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏العظمة‏)‏ كلاهما ‏(‏عن أنس‏)‏ قال في الميزان‏:‏ عن ابن أبي حاتم حديث منكر وتبعه المصنف في الدرر فقال‏:‏ هو منكر وظاهر كلامه هنا أن مخرجه ‏[‏ص 554‏]‏ العقيلي خرجه ساكتاً عليه والأمر بخلافه بل قال في ترجمة أحمد بن محمد البزي‏:‏ هو منكر الحديث يوصل الأحاديث ثم ساق مما أنكروه عليه هذا الخبر وقال ابن أبي حاتم‏:‏ روى حديثاً منكراً ثم أورد له هذا وقال أبوه أبو حاتم ضعيف الحديث سمعت منه ولا أحدث عنه، وفيه أيضاً الربيع بن صبيح أورده الذهبي وغيره في الضعفاء وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فقال‏:‏ موضوع الربيع ضعيف والبزي منكر الحديث وتبعه المؤلف على ذلك في مختصرها ولم يذكر إلا كلام ابن حجر السابق‏.‏

4295 - ‏(‏الديك يؤذن بالصلاة‏)‏ أي يعلم بدخول وقتها فيجوز الاعتماد عليه ‏(‏من اتخذ ديكاً أبيض حفظ من ثلاثة‏:‏ من شر كل شيطان وساحر وكاهن‏)‏ قال الجاحظ‏:‏ زعم أهل التجربة أن ذابح الديك الأفرق لم يزل ينكب في ماله‏.‏ قال الداودي‏:‏ يتعلم من الديك خمس خصال‏:‏ حسن الصوت والقيام في السحر والغيرة والسخاء وكثرة الجماع‏.‏

- ‏(‏هب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال مخرجه البيهقي‏:‏ هذا إسناد مرسل وهو به أشبه‏.‏

4296 - ‏(‏الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدوّ عدوّي يحرس دار صاحبه وتسع دور حولها‏)‏ قد أفرد الحافظ أبو نعيم أخبار الديك بتأليف، وقد ذكر بعض المجربين أنه ما ذبح في دار إلا وأصاب أهله نكبة‏.‏

- ‏(‏الحارث‏)‏ ابن أبي أسامة في مسنده ‏(‏عن أبي يزيد الأنصاري‏)‏ قال الخطيب‏:‏ ولا يصح، وقال السخاوي‏:‏ أخبار الديك كلها فيها ركة ولا رونق لها اهـ‏.‏

4297 - ‏(‏الدينار بالدينار لا فضل بينهما والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما‏)‏ أشار إلى أن الربا يحرم في الذهب والفضة إلا الفلوس وإن راجت لعلة الثمينة الغالبة فالربويات بعلة واحدة إن اتحد جنسها كبيع الفضة بالفضة والذهب بالذهب يحرم فيهما التفاضل وكذا النساء والتفرق قبل التقابض وبيان ذلك موضح في كتب الفروع‏.‏

- ‏(‏م ن عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

4298 - ‏(‏الدينار كنز والدرهم كنز والقيراط كنز‏)‏ أي إذا لم تخرج زكاته فهو كنز وإن كان على وجه الأرض لم يدفن فيدخل في قوله تعالى ‏{‏والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل اللّه فبشرهم بعذاب أليم‏}‏ بخلاف ما لو أدّيت زكاته فإن حكمه ليس حكم المكنوز وإن دفن في الأرض فلا يشمله الوعيد‏.‏

- ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ بإسناد ضعيف ورواه في الفردوس وبيض لسنده‏.‏

4299 - ‏(‏الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم وصاع حنطة بصاع حنطة وصاع شعير بصاع شعير وصاع ملح بصاع ملح لا فضل بين شيء من ذلك‏)‏ زاد في رواية فمن زاد أو استزاد فقد أربى وفي أخرى فإذا اختلفت هذه الأجناس فبيعوا ‏[‏ص 555‏]‏ كيف شئتم إذا كان يداً بيد أي مقايضة‏.‏

- ‏(‏طب ك‏)‏ في البيع ‏(‏عن أبي أسيد الساعدي‏)‏ بفتح الهمزة مالك بن ربيعة قال راويه عن أبي أشيد سمعته وابن عباس يفتي الدينار بالدينارين فقال له أبو أسيد وأغلظ فقال ابن عباس‏:‏ ما كنت أظن أنّ أحداً يعرف قرابتي من رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم يقول فيَّ مثل هذا فقال له أسيد‏:‏ أشهد لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول فذكره فقال ابن عباس‏:‏ إنما هذا شيء كنت أقوله برأيي ولم أسمع فيه شيئاً اهـ‏.‏ قال الحاكم‏:‏ على شرط مسلم وأقره الذهبي وقال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني‏:‏ إسناده حسن‏.‏

4300 - ‏(‏الدينار بالدينار لا فضل بينهما والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما فمن كانت له حاجة بورق‏)‏ بتثليث الراء والكسر أفصح أي فضة ‏(‏فليصطرفها بذهب ومن كانت له حاجة بذهب فليصطرفها بالورق‏)‏ لفظ الحاكم في الموضعين ليصرفها والباقي سواء ‏(‏والصرف ها وها‏)‏ بالمد والقصر بمعنى خذ وهات فيشترط التقابض في الصرف بالمجلس‏.‏

- ‏(‏ه ك عن عليّ‏)‏ أمير المؤمنين، وفيه العباس بن عثمان بن شافع جدّ الإمام الشافعي عن عمر بن محمد بن الحنفية‏.‏ قال في الميزان‏:‏ لم أر عنه راوياً سوى ولده محمد أيضاً ورواه عنه أيضاً الحاكم وقال‏:‏ صحيح غريب وأقره الذهبي‏.‏

4301 - ‏(‏الدين‏)‏ بكسر الدال ‏(‏يسر‏)‏ أي الإسلام ذو يسر أي مبني على التسهيل والتخفيف وهو بمعناه ‏(‏ولن يغالب‏)‏ في رواية ولن يشاد قال في مختصر الفتح‏:‏ وسمي الدين يسراً مبالغة بالنسبة للأديان قبله لأنه تعالى رفع عن أهله الإصر الذي كان على من قبلهم ومن أوضح الأمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم‏[‏ومنها قطع الأعضاء الخاطئة وقرض النجاسة عن الثوب بالمقراض وتعين القصاص في القتل وتحريم أخذ الدية وترك العمل في السبت وأن صلاتهم لا تجوز إلا في كنائسهم وغير ذلك من التشديدات، شبهت بالأغلال التي تجمع اليد إلى العنق أي في قوله تعالى ‏{‏ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم‏}‏‏]‏ وتوبة هذه الأمة بالإقلاع والعزم والندم ‏(‏الدين‏)‏ أي لا يقاويه ‏(‏أحد إلا غلبه‏)‏ يعني لا يتعمق فيه أحد وترك الرفق ويأخذ بالعنف إلا غلبه الدين وعجز المتعمق وانقطع قال ابن حجر‏:‏ الدين منصوب على المفعولية وأضمر الفاعل للعلم به وحكى في المطالع أن أكثر الروايات برفع لا دين على أن يغالب أو يشاد بالبناء للمفعول وعارضه النووي بأن أكثر الروايات بالنصب وجمع بينهما بأنه بالنسبة إلى روايات المغاربة والمشارقة، قال ابن المنير‏:‏ فيه علم من أعلام النبوة فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع، وليس المراد من أخذ بالأكمل في العبادة لأنه من الأمور المجموعة بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال والمبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبه النوم آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في جماعة أو إلى خروج الوقت المختار أو إلى طلوع الشمس‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي هريرة‏)‏ ورواه البخاري بلفظ إن الدين إلخ‏.‏

4302 - ‏(‏الدين النصيحة‏)‏ أي عماده وقوامه النصيحة على وزان الحج عرفة فبولغ في النصيحة حتى جعل الدين كله إياها وبقية الحديث كما في صحيح مسلم قالوا‏:‏ لمن يا رسول اللّه قال‏:‏ للّه وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم قال بعضهم‏:‏ هذا الحديث ربع الإسلام أي أحد أحاديث أربعة يدور عليها وقال النووي‏:‏ بل المدار عليه وحده ولما نظر السلف ‏[‏ص 556‏]‏ إلى ذلك جعلوا النصيحة أعظم وصاياهم قال بعض العارفين‏:‏ أوصيك بالنصح نصح الكلب لأهله فإنهم يجيعونه ويطردونه ويأبى إلا أن يحوطهم ويحفظهم وظاهر الخبر وجوب النصح وإن علم أنه لا يفيد في المنصوح ومن قبل النصيحة أمن الفضيحة ومن أبى فلا يلومن إلا نفسه‏.‏

قال بعض العارفين‏:‏ النصاح الخيط والمنصحة الأبرة والناصح الخائط والخائط هو الذي يؤلف أجزاء الثوب حتى يصير قميصاً أو نحوه فينتفع به بتأليفه إياه وما ألفه إلا لنصحه والناصح في دين اللّه هو الذي يؤلف بين عباد اللّه وبين ما فيه سعادتهم عند اللّه وبين خلقه وقال القاضي‏:‏ الدين في الأصل الطاعة والجزاء والمراد به الشريعة أطلق عليها لما فيها من الطاعة والانقياد‏.‏

- ‏(‏تخ عن ثوبان‏)‏ مولى النبي صلى اللّه عليه وسلم ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح وقضية صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد الشيخين وهو ذهول فقد عزاه هو نفسه في الدرر إلى مسلم من حديث تميم الداري وعزاه ابن حجر إلى مسلم وأبي داود وأحمد موصولاً وإلى البخاري معلقاً وعزاه النووي في الأذكار إلى مسلم‏.‏

4303 - ‏(‏الدين‏)‏ بفتح الدال ‏(‏شين الدين‏)‏ بكسر الدال أي يعيبه قال الحرالي‏:‏ الدين في الأمر الظاهر معاملة على تأخير كما أن الدين بالكسر فيما بين العبد وبين اللّه معاملة على تأخير وفي شرح الشهاب لما جمع الدين محاسن الإسلام ظاهراً وجمال الإيمان باطناً نهى عن شين هذا الجمال بالدين وذلك لشغل القلب بهمه وقضائه والتذلل للغريم عند لقائه وتحمل منته إلى تأخير أدائه وربما يعد بالوفاء فيخلف أو يحدث الغريم بسببه فيكذب أو يحلف فيحنث أو يموت فيرتهن به‏.‏

- ‏(‏أبو نعيم في‏)‏ كتاب ‏(‏المعرفة عن مالك بن يخامر‏)‏ بضم التحتية والمعجمة وكسر الميم الحمصي السكسكي قال الذهبي‏:‏ يقال له صحبة اهـ وقال أبو نعيم‏:‏ لم تثبت، وفيه عبد اللّه بن شبيب الربعى قال في الميزان‏:‏ أخباري علامة لكنه واه وقال الحاكم‏:‏ ذاهب الحديث وبالغ فضلك فقال‏:‏ يحل ضرب عنقه وقال ابن حبان‏:‏ يقلب الأخبار ثم ساق له هذا الخبر ‏(‏القضاعي‏)‏ في مسند الشهاب ‏(‏عنه‏)‏ أي عن مالك المذكور ‏(‏عن معاذ‏)‏ بن جبل وفيه إسماعيل بن عياش أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ مختلف فيه وليس بالقوي لكن قال العامري في شرحه‏:‏ حسن‏.‏

4304 - ‏(‏الدين‏)‏ بفتح الدال المشددة ‏(‏راية اللّه في الأرض‏)‏ أي التي وضعها فيها لإذلال من شاء إذلاله ‏(‏فإذا أراد أن يذل عبداً‏)‏ بين خلقه ‏(‏وضعها في عنقه‏)‏ وذلك بإيقاعه الاستدانة ويترتب عليها الذل والهوان ولهذا تكرر في عدة أحاديث استعاذة المصطفى صلى اللّه عليه وسلم منه، فإن قيل إذا كان الدين كذلك فكيف استدان المصطفى صلى اللّه عليه وسلم قيل إنما تداين في ضرورة ولا خلاف في عدم ذمّه للضرورة فإن قيل لا ضرورة لأن اللّه خيره أن يكون بطحاء مكة له ذهباً أجيب بأنه خيره فاختار الإقلال والقنع وما عدل عنه زهداً فيه لا يرجع إليه فالضرورة لازمة قال ابن العربي‏:‏ والدين عبارة عن كل معنى يثبت في ذمة الغير للغير في الذمة مؤجل أو حال‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في البيع من حديث بشر بن عبيد الدريسي عن حماد عن أيوب عن نافع ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الحاكم‏:‏ على شرط مسلم ورده الذهبي فقال‏:‏ بشر واه فالصحة من أين‏؟‏

4305 - ‏(‏الدين دينان‏)‏ بفتح الدالين ‏(‏فمن مات وهو‏)‏ أي والحال أنه ‏(‏ينوي قضاءه‏)‏ أي وفاءه لصاحبه متى تمكن ‏(‏فأنا وليه‏)‏ أي أقضيه عنه مما يفيء اللّه به من نحو غنيمة ‏(‏ومن مات ولا ينوي قضاءه فذلك‏)‏ أي المدين الذي لم ينو الوفاء ‏(‏هو الذي يؤخذ من حسناته‏)‏ يوم القيامة فيعطي لرب الدين فإنه ‏(‏ليس يومئذ‏)‏ أي يوم الحساب ‏(‏دينار ولا درهم‏)‏ يوفي به فإن لم تف به حسناته أخذ من سيئات خصمه فألقيت عليه ثم طرح في النار كما جاء في خبر أما من ‏[‏ص 557‏]‏ كانت نيته الوفاء متى تمكن فلا يتمكن فلم يؤخذ من حسناته لعدم تقصيره‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الهيثمي‏:‏ فيه محمد بن عبد الرحمن السلماني وهو ضعيف ورواه عنه أيضاً الديلمي رمز المصنف لحسنه‏.‏

4306 - ‏(‏الدين‏)‏ بفتح الدال ‏(‏هم بالليل‏)‏ فإن المديون إذا خلى بنفسه وتذكر أنه إذا أصبح طولب وضيق عليه ولم يجد للخلاص حيلة لم يزل طول ليله في غم وهم حتى حال النوم بأن يرى أحلاماً منكدة من تلك الجهة ‏(‏ومذلة بالنهار‏)‏ لا سيما إذا كان خصمه ألد سيء التقاضي فهو البلاء الأكبر والموت الأحمر والقصد بهذه الأخبار الإعلام بأن الدين مكروه لما فيه من تعريض النفس للمذلة فإن دعت إليه ضرورة فلا كراهة بل قد يجب ولا لوم على فاعله وأما بالنسبة إلى معطيه فمندوب لأنه من الإعانة على الخير‏.‏

- ‏(‏فر عن عائشة‏)‏ ثم قال أعني الديلمي‏:‏ وفي الباب أنس وغيره‏.‏

4307 - ‏(‏الدين‏)‏ بالفتح ‏(‏ينقص من الدين‏)‏ بكسرها أي يذهب منه فإنه ربما جرّ إلى التسخط بالقضاء أو إلى الاحتيال بتحصيل شيء من غير حله ليرضي به رب الدين أو نحو ذلك كله حط من الديانة ‏(‏و‏)‏ من ‏(‏الحسب‏)‏ بالتحريك أي أنه مزر به وهذا وما قبله مسوق للتنفير من الاستدانة والزجر عن مفارقة ما يؤدي إليها‏.‏

- ‏(‏فر عن عائشة‏)‏ وفيه الحكم ابن عبد اللّه الأيلي قال الذهبي في الضعفاء‏:‏ متروك متهم بالوضع ورواه عنها أيضاً أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ ومن طريقه وعنه أورده الديلمي مصرحاً فلو عزاه المصنف للأصل لكان أولى‏.‏

4308 - ‏(‏الدين‏)‏ بالفتح ‏(‏قبل الوصية‏)‏ أي يجب تقديم وفائه على تنفيذها ‏(‏وليس لوارث وصية‏)‏ إلا أن يجيز الورثة، والوصية لغة من وصلت الشيء وصلته سميت به لأنه وصل خير دنياه بخير عقباه وإذا أريد بها ما يخرج من الثلث وهي المراد هنا والمبوّب لها في الفقه فعرفت بأنها عقد يوجب حقاً في ثلث عاقده يلزم بموته‏.‏

- ‏(‏هق‏)‏ من حديث يحيى بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عاصم بن حمزة ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين قال الذهبي في المهذب‏:‏ ويحيى ضعيف اهـ وأخرجه الدارقطني عن علي يرفعه وفيه عاصم لينه ابن عدي عن شبيب بن شعبة ثقة له غرائب وشيخه يحيى بن أبي أنيسة تالف ذكره الغرياني وغيره وأخرجه الحارث بن أبي أسامة من حديث ابن عمر بمثله قال ابن حجر‏:‏ وسنده ضعيف‏.‏